عندما نذكر موقع استراتيجي وموقع جغرافي هناك فرق شاسع بين الكلمتين الموقع الجغرافي هو مكان تواجد البلاد على الخريطة بما يحدها من دول، وكل الدول تملك موقع جغرافي. ولكن الموقع الاستراتيجي لا تتمتع به كل الدول حيث يقصد به الاهمية التي تتمتع بها البلاد على عدة أصعدة قد تكون سياسية، ثقافية، عسكرية، موارد وبنى تحتية وغيرها الكثير. وإسطنبول تملك الاثنان الموقع الجغرافي والموقع الاستراتيجي، فما هي استراتيجية الموقع الجغرافي لمدينة إسطنبول.
موقع مدينة إسطنبول :
تقع مدينة اسطنبول العاصمة التركية على خط عرض 41.01 وخط الطول 28.95، وعلى الخريطة ستجدها متوضعة على ممر البوسفور من الشمال الغربي من تركيا أي بين البحر الأسود ومرمرة، وتجد مركز إسطنبول التجاري في قارة أوروبا وبقية المدينة في قارة آسيا.
استراتيجية الموقع الجغرافي لمدينة اسطنبول، كان سبباً أساسياً وأولياً في جعلها بهذه الصورة الحالية، فقد رسم لها طريق معين خاص بها. تعتبر إسطنبول صلة وصل بين البلاد تقع جغرافياً في الجهة الغربية من إقليم مرمرة وقسمها مضيق البوسفور إلى قسمين فتقع المدينة في قارتين مما جعلها صلة وصل بين البلاد. وساعدها أن تزدهر في مجال السياحة والسفر ومكاتب الطيران. وموقعها الجغرافي الاستراتيجي ساعدها في المناخ حيث ترتفع إسطنبول 39 متر عن سطح وتتمتع بمناخ انتقالي يجمع بين مناخ الأقاليم المتوسط، القاري الرطب ومناخ الإقليم المحيطي.
مميزات مدينة إسطنبول
وهذا التميز الجغرافي لمدينة إسطنبول أفسح لها المجال في التألق على عدة أصعدة :
على الصعيد العقاري:
إن تواجد اسطنبول في موقع كهذا جعلها قبلة للمستثمرين، لكونها زاخرة بمميزات كثيرة، فإن نهضتها العمرانية جعلت منها مركزاً لسوق العقارات في كل تركيا. فتستقطب الاستثمارات العقارية الأجنبية والمحلية كما تم إنشاء شبكات المواصلات الضخمة على كافة أنحاء إسطنبول والمناطق الجديدة. وتم بناء مجمعات سكنية وتجارية ذات أسعار معقولة نسبياً. بالإضافة إلى ذلك تم بناء الجسور و التركيز على البنية التحتية. على سبيل المثال منطقة باشاك شهير في اسطنبول، حيث أنها من المناطق الراقية في القسم الأوروبي. أنشأت فيها الحكومة مجمعات سكنية و زودتها بكامل الخدمات و المواصلات .
من ناحية أخرى إن السرعة في تنفيذ مخططات التوسع و المشاريع الضخمة مثل مطار اسطنبول الثالث و قناة اسطنبول الجديدة. شجعت المستثمرين على الاستثمار فيها
على الصعيد السياحي :
تملك مدينة اسطنبول العديد من المعالم التاريخية السياحية، مثل الجامع الأزرق في منطقة السلطان أحمد الذي يتميز شكله الخارجي بالانحناءات، وسلسلة من القباب، وستة مآذن ويعد فناء الجامع الأزرق أكبر فناء نظراً لجميع المساجد العثمانية. وكذلك تضم قصر توبكابي و آيا صوفيا. ما جعل السياحة في إسطنبول تترقى في مجال وسوق العمل.
مدينة اسطنبول على الصعيد الثقافي :
يرغب الجميع في الذهاب إلى تركيا. لأنها تحاكي حضارات متعددة تجعل السائح ينجذب دائماً للتعرف على الحضارات المتتالية التي مرت عليها، مثل العثمانية، والرومانية، واللاتينية وغيرها من الإمبراطوريات. حيث جمعت مبادئ وتقاليد وأنماط حياة مختلفة، وموقعها الاستراتيجي الجغرافي هو من أعطاها هذه الأهمية.
على صعيد العمل :
استراتيجية الموقع الجغرافي لمدينة لإسطنبول، ساهمت بفتح مجالات عمل متعددة من تجارة بضائع، وسفر وسياحة، ومقاولات، وتكامل اقتصادي وثقافي، ومجال ريادة الأعمال. حيث تعد إسطنبول أكبر ميناء في تركيا، ومركز الصناعة فيها. مما أدى إلى قوة سوق العمل واليد العاملة في إسطنبول وتركيا عامةً . وتشتهر بصناعة التبغ النسيج والمنسوجات، طحن القمح، الزجاج والإسمنت، التصنيع الغذائي.
مدينة اسطنبول على الصعيد العالمي :
موقع مدينة اسطنبول جعل منها هدف يسعى إليه كل دول العالم للتعاون والاتفاق معه. والاستثمارات التي تسعى لها الدول فهي صلة وصل بين ثلاث قارات وهم: قارة أسيا والقارة الإفريقية وقارة أوروبا. وتعد إسطنبول أكبر خامس مدينة في العالم من حيث عدد السكان. وتشكل وسيط جيد في تحسين العلاقات السياسية بين العالم الإسلامي والدول المجاورة.
كما تتميز إسطنبول بكثافة سكانية عاليةواختلاط من أعراق وديانات وانتماءات مختلفة ومتعددة ففيها جذور عربية وغربية. وهكذا ساعد الموقع الجغرافي الاستراتيجي لإسطنبول على صنع كينونة خاصة لمدينة اسطنبول لتكون خط تميز أول بين مدن العالم.
اقرأ أيضا
ميزات الاستثمار العقاري في أسنلر إسطنبول
كل ما يهمك عن سوق العقارات في إسطنبول
